الأربعاء، 31 ديسمبر 2008

إلا تنصروهم..

إلا ّتنصُــــــــــــروهم ... هل نحن حقا نرسم حضورنا بهذا الفرار اللغوي من الواقع..؟ لا أحد يشك في قدرتنا العجيبة على الفرار والارتداد والنكوص والرهبة من المواجهة ...آمن الذين قدموا أرواحهم تروي عشقهم للأرض والهوية علامة على الانتماء الصادق ووفاء للذين صدقوا وما بدلوا تبديلا ..كان ما كان من عمر هذه الأمة التي استمرأت الانتظار البائس للمجهول ... أمة ضربت المثل في الصبر على البلاء والذل والمهانة وضربت المثل في الالتزام بالشرعيات ومشاريع السلام ... وما هي إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه ..قل انظروا ماذا في عيون الأرض من قلق وما في جسدها من جراح وما يقطع أوصالها من أسلاك وجدران .. وما يلوث تربتها من خيانات ..؟ فهل أنتم مؤمنون ؟ ومن ذا الذي يجيب الموجوع والمستغيث والمضطر إذا دعاه ..؟ ...والآن وبعد الذي حصل .. وتبين الرشد من الغي .. سوف تتداعى البلدان العربية إلى اجتماع طارئ ينعقد بعد إبادة الشعب الفلسطيني ... ليحدد حيثيات وخلفيات وإرهاصات تشدد الجياع والمحاصرين والموجوعين الجرحى ومقاومتهم لعملية السلام العباسية ... ليدعو الموتى إلى ضبط النفس وبقايا الأحياء إللا ضبط النفَس .. و يتوسلون إلى رعاة السلام للضغط على إسرائيل حتى تسمح للثكالى بدفن أزواجهن وأبنائهن في كنف السلام والاستقرار ... غير أن الثابت أن الشهداء لم يستشيروا أحدا في قرار الفداء ولم يعولوا على أحد ..لأنهم اختاروا الانتماء إلى الأرض والناس وابتعدوا عن فلسفة الهزيمة وتأويل العجز بالصبر والحكمة .. أولئك الذين يصفهم أعداؤهم بالإرهاب .. ويسمهم أولياء أمورهم بالمغامرين والمتطرفين .. وهم بسموهم يعلنون أنهم هم وحدهم أولياء أمورهم وأن الأرض هي الجديرة بولائهم وأسرارهم .. بأجسادهم وأرواحهم ..ولنا أن نقول ..: هذا يوم الفصل .. فإما حياة تسر الحبيب وإما ممات يغيض العدا ..والمجد كل المجد للرجال والنساء والأطفال الذين يسقطون عشقا لللأرض وفداء للوطن وانتصارا للحق .. الأعمار بيد الله .. وما ضاع حق وراءه طالب .. أما بشاعة المشهد والجريمة فإنها لم تزدنا علما ببشاعة المجرمين وأعداء الانسانية قتلة الأنبياء ومحرفي كتب الله .. ولا يزيد ذلك أصحاب الأرض إلا إصرارا على المبدأ وثباتا على الحق واقتناعا بالمقاومة ..
سالم المساهلي

0 التعليقات:

إرسال تعليق