الخميس، 23 يونيو 2011

فصل الخطاب في موقف الشباب والأحزاب

منذ ثلاثة أشهر أو يزيد وأنا أكتب وأنقل في كل فرصة فكرة واحدة تسيطر عليّ تجاه الثورة أن هذه الثورة بحاجة لمجلس شورى الثورة ومجلس قيادة سواء انتقلت السلطة إلى النائب أو مجلس انتقالي أو صادفت الثورة مفاجأة كالتي حدثت في النهدين لكنني لم أجد أذنا صاغية..
أنا أعرف أنه يوجد لجنة تنظيمية لمباراة كرة قدم أو لحفل تخرج أو لمناسبة ما أما لجنة تنظيمية لثورة يخرج فيها الملايين فهذا لم يحدث من قبل ولعل هذا من دلائل خصوصية هذا البلد والعجائب التي وجدت فيه وأخشى أن تستمر لوقت طويل..
لقد خرج الشباب للقضاء على الاستبداد والمستبدين وليس لاستبدالهم بآخرين ولذلك لا معنى إطلاقا لتكميم الأفواه أو محاولة مصادرة حق الشباب في التعبير عن أنفسهم تحت اسم أنهم مندسون أو تابعون للنظام.. وهب أنهم كذلك فهل يمارس ضدهم ما مورس ضدنا لعشرات السنين ؟؟ من هذا الذي مُنح حق أن يوجه بمنع هذا أو اعتقال هذا ؟؟
لقد كان من أسباب ما يدفعني للمطالبة بانتخاب مجلس قيادي للثورة هو خوفي من دكتاتورية بعض الناشطين واستغلالهم للنفوذ الذي بدأوا يحصلون عليه .. هذه الدكتاتورية التي تجعل الثورة تدخل في دوامة أكل الثورة أبنائها هذه الدوامة التي عصفت بكل الثورات القديمة نتيجة تسلط مجموعات أو تيارات على مسار الثورة ومستقبلها وكنا لا نريد لهذا الداء أن يعرف طريقه إلى ثورتنا لكنه عرف أو يكاد وعلينا أن نتدارك الموقف وأن نصلح ما يمكن إصلاحه وإلا فنحن لن نعرف طعم الدولة اليمنية المدنية الحديثة على الإطلاق.. .
نحن لا نريد أن نستبدل قيران بزعيل أو الحرس بالفرقة أو علي بعلي ونحن نعرف أن ولاءات هؤلاء ليست للثورة وليست أيضا للوطن لأن ما تربوا عليه منذ نعومة أظفارهم أن ولاءهم لقائدهم فقط وأن هذه الفرقة لفلان وولاءات القادة له هو وليس للوطن وأن ولاءات الألوية والجنود لأولئك القادة وليس لقائد الفرقة .. هذا ما يعرفه الجميع فلا يلعبون علينا دور الوطنيين والشرفاء ويسمحون لأنفسهم بالاعتداء على أحد من الشباب أو اعتقاله .. والشعب يريد فعال لا أقوال.. وعليهم أن يبدأوا صفحة جديدة وأعتقد أن هذه الصفحة تقتضي أن لا نرى عسكري واحد يهاجم النظام ورموزه لأنه كان منهم وساندهم واستفاد من وجودهم.. وهذا الكلام ينطبق أيضا على كل المشايخ الذين انضموا للثورة فحقوق الناس مازالت معلقة برقابكم انضممتم للثورة أو بقيتم ضد الشعب كما كنتم..
أما النائب العظيم فاعذروه يا ناس فلقد اعتاد على أن يكون النائم العظيم ثم وضع في واجهة الأحداث وهو لم يستعد بعد لما لم يكن حتى يحلم به في نومه الطويل .. وهو في هذا السن لا يؤمل منه شيئا وليس بيد أحد أن ينتظر منه ما ليس فيه ففاقد الشيء لا يعطيه وهو لن يعط شيئا لا غدا ولا بعد أسبوع فلا يجب أن نضيع الوقت ويجب الانتقال إلى المرحلة القادمة والأخيرة ..وتذكروا أنه مازال في انتظار فتوى وظيفة لم تأته بعد ولن تأته أبداً..
أما الأحزاب فحقيقة أحترم أن يفكر هؤلاء بترو وأناة من أجل إيصال البلد إلى بر الأمان لكن نحن الآن بحاجة إلى قرار سريع وجريء وحاسم إما أن نكون مع الثورة وننتقل إلى المرحلة الأخرى وإما أن نترك الثوار يسيرون نحو تشكيل مجلس انتقالي دوننا ولنا ما لغيرنا وعلينا ما عليهم.. أما الانتظار هكذا دون نتيجة واضحة والأمور تتدهور فأعتقد أن هذا ما لم يكن الوطن يأمل منكم وأنتم لستم رهائن عند الأشقاء والأصدقاء حتى تجعلوا من كل اليمنيين رهائن أيضا..
أما الشقيقة الكبرى فالله المستعان على ما تصفون كيف تتركون شعبا لا يعرف شيئا عن مصيره لماذا لا تخرجون علينا بتقارير طبية تحدد كل شيء كما فعل الألمان عندما عالجوا مبارك وكما تفعل كل دول تحترم نفسها وشعبها وقيمها وقبل ذلك تلتزم بدينها وواجباتها نحو أشقائها .؟؟ لكن كيف نؤمل منكم شيئا وأنتم السبب في جل مشاكلنا وصناعها وأنتم تبحثون عن طريقة لجعل البلد مرتهنة في أيديكم كما كانت من قبل؟؟
أليس هذا الموقف مشابه لموقف السعودية مع الرئيس النيجيري الراحل الذي ظلت لفترة تقول أن حالته مستقرة والمصادر الفرنسية تقول أنه قد مات سريريا حتى تم التأكيد على ذلك بعد أسابيع وانتقلت السلطة إلى نائبه وكأن دور السعودية الانتظار حتى يتم إيجاد من يناسب سياستها وسياسة الغرب فتضعه بدلا من الراحل..
إذن وبعد أن نقول طز مرة ثانية في أمريكا وبريطانيا وحلفائهما وصلنا إلى اللحظة الأخيرة وهي خلال أسبوع يتم اختيار مجلس شورى للثورة من المعتصمات الرئيسية ويتم انتخاب مجلس لقيادة الثورة وهذا شيء مهم ويدعو هذا المجلس الأحزاب وكل من تهمه مصلحة اليمن ومصلحة اليمن فقط لتشكيل مجلس رئاسي انتقالي عن طريق إعلان دستوري يحدد لفترة انتقالية يتم فيها إعداد الدستور الجديد وحتى انتخاب البرلمان الجديد.. وإذا لم تتجاوب الأحزاب خلال ثلاثة أيام من تشكيل مجلس قيادة الثورة يعلن المجلس فراغ البلد الدستوري وأنه هو المجلس الانتقالي الشرعي حتى الانتخابات القادمة ويقوم بتشكيل حكومة يرأسها شخص من السياسيين المستقلين ويكون لها وزير خارجية ووزير دولة للشؤون الخارجية ووزير إعلام ووزير دولة للإعلام ممن هم خارج اليمن يعملون على التواصل مع الخارج والتواصل مع المنظمات والدول ممثلين لليمن وحشد التأييد للثورة والمجلس الانتقالي..
إذا لم تتم هذه الخطوات وبتلك السرعة المطلوبة أظن أن الصبر سينفد من الجميع خصوصا مع اقتراب شهر رمضان وزيادة الأعباء على المواطنين والمعاناة وحالات الوفاة بسبب الحرارة وانقطاع الكهرباء وزيادة المعاناة بسبب فصل كثير من العمال والموظفين من وظائفهم وتعطل حركة الاقتصاد وهذا ما يراهن عليه بقايا و فلول النظام والشقيقة الكبرى وحلفائها.. صحيح أن الثورة الأولى استمرت في حالتها الثورية بضع سنين لكن الزمن اختلف والحياة ومصاعبها اختلفت فانتبهوا واعتبروا وقاربوا وسددوا والله معكم..
شيء أخير ليس له علاقة بهذا الموضوع لكن بأي وجه يفرض هؤلاء على أبنائنا امتحانات الشهادة الأساسية والثانوية والطلاب في ظروف نفسية وحياتية صعبة .. مطلب تأجيل الامتحانات مطلب كل ذي قلب لبيب سواء كان يؤيد الثورة أو هو ضدها.. ما ذنب الطلاب حتى يتم فرض الامتحانات عليهم لأنها تحقق غرضا سياسيا؟؟ ما ذنب طلاب عدن وتعز والحديدة وغيرها وكيف سيؤدون امتحاناتهم في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع الحرارة .. ونفس الشيء أوجهه لبعض الجامعات كجامعة العلوم والتكنولوجيا يبدو أنكم لم تعرفوا أن في اليمن ثورة حتى تفرضوا الامتحانات في مطلع يوليو.. إذا لم تكنوا تعرفون ولستم تمتلكون أجهزة استقبال للقنوات الفضائية أو حتى أجهزة راديو فعليكم أن تزوروا المصابين الذين هم في مستشفاكم وتسألوا أقاربهم عن سبب إصابتاهم ليخبروكم أنهم أصيبوا في الثورة على بعد أمتار من جامعتكم.. أم أن الغرض فقط هو الحرص على تحصيل الرسوم..
يبدو أننا جميعا بحاجة أن نتوب ونتطهر قبل أن تنجح هذه الثورة فلعل أوزارنا كانت كثيرة..
وإنها لثورة حتى النصر بإذن الله تعالى..

2 التعليقات: