السبت، 17 يناير 2009

في مقعد صدق

د. مصطفى شلبي بقلم: د. مصطفى شلبي - إلى الذين لا يفتئون يكيلون الاتهام عن عمدٍ أو عن جهلٍ للمقاومة ورموزها. - سواء المقاومة في فلسطين وفي القلب منها حماس الحرة الصامدة أو المقاومة في مصر، وفي القلب منها الإخوان المسلمون. - إلى الذين يرددون دائمًا أن ما يدور في مصر ما هو الصراع بين الحزب الوطني والإخوان على السلطة والكراسي، وأن ما يدور على أرض فلسطين ما هو إلا صراع على السلطة. - أقول أي سلطة وأي كراسٍ هذه التي يتنافس عليها الإخوان وحماس؟!. - لو أراد الإخوان الكراسي لأراحوا واستراحوا وتركوا خندق المقاومة للمشروع الصهيوأمريكي، واعترفوا كما اعترف المنبطحون بالكيان الصهيوني وحينئذٍ تُفتح لهم الأبواب المغلقة- ولفرح بهم الأمريكان كبديلٍ شعبي لنظام متهرئ استشرى "فيه الفساد للركب"- كما قال أحد رموز الحزب الوطني في مجلس الشعب- ولكني أرى الإخوان متمسكين بمبادئهم يتحملون الأذى ابتغاء مرضاة ربهم لا لشيء سوى ذلك. * وها هم رموزهم خيرت الشاطر وإخوانه يتحملون الأذى منذ قضية سلسبيل والتي صودرت فيها أموالهم التي اكتسبوها بجدهم وعرقهم وضحوا بحرياتهم فلم يُغيِّروا ولم يُبدلوا ثم خرجوا أكثر صلابةً يحملون رايةَ المقاومة حتى كانت المحاكمات العسكرية الواحدة تلو الأخرى خمس سنوات تليها خمس أخرى أحكام جائرة ترفع درجتهم عند الله وتضع درجةً من سطَّروا هذه الأحكام ومَن أوصوا بها ومَن أيَّدوها. * ورغم ذلك لم يُغيِّروا ولم يبدلوا ولو أرادوا الكراسي والمناصب، لفعلوا بإشارةٍ واحدةٍ بل بلفظةٍ واحدة.. ولكنهم لم يفعلوا ولم يبدلوا. - أما سادتنا وكبراؤنا وتاج رءوسنا ورمز عزتنا وكرامتنا.. في فلسطين حماس ومَن صار على دربها فلو أرادوا المناصب والجاه والسلطان الزائف لفعلوا أيضًا بإشارة واحدة ولفظة واحده وهي التخلي عن خندق المقاومة للمشروع الصهيوأمريكي والاعتراف بالكيان الصهيوني، وحينئذٍ تُفتح لهم الأبواب المغلقة وصالات كبار الزوار في كل أنحاء الدنيا ولنالوا رضا الأمريكان والصهاينة ومجلس الرعب (المسمى مجلس الأمن) ولاختارهم الاتحاد الأوروبي بديلاً شعبيًّا ذا سمعة حسنة لسلطة متمثلة في عباس وفياض، بديلاً نظيفًا لسلطة استشرى الفساد في أوصالها لدرجة تزكم الأنوف، ولكنهم ما فعلوا وما بدلوا وما غيروا. - وهاهو أحد رموزهم الدكتور البطل المجاهد محمود الزهار يُقصف بيته ويحميه الله عز وجل، ويُستشهد ابنه خالد محمود الزهار وابنه الثاني حسام محمود الزهار وزوج ابنته ينال الشهادة أيضًا.. يا الله.. يا الله.. يا الله. كيف لمثل هذا أن يكون من طلابِ الدنيا؟!! وفي المقابل- يا سادة- نجد رمزًا من رموز السلطة محمود عباس وولده المليونير طارق محمود عباس وولده الآخر المليونير ياسر محمود عباس, والذين يتاجرون مع الصهاينة.. (وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا) (التوبة: من الآية 85). - أيها السادة.. إن الإخوانَ في مصر وحماس وفصائل المقاومة طلاب كراسٍ- ولكنها ليست كراسي الحكم التي يعرفها الناس، إنهم طلاب كراسٍ أخرى (مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) (القمر: من الآية 55)، هذه هي المقاعد والكراسي التي يطلبها الإخوان وحماس فيضحون في سبيلها بأموالهم وأولادهم وحريتهم وأنفسهم، لا بالشعارات والأقوال، بل بالفعل والبيان (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ(55)) (القمر). شعارهم في الدنيا (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)) (الأنعام). - إن الإخوان وحماس اختاروا طريق العيش في هذه الدنيا في سبيل الله فيصلحوا دنياهم ودنيا الناس بالقرآن والسنة فيسعدوا ويسعد الناس في الدنيا ويضمنوا لأنفسهم وللناس سعادة الآخرة في جنة الله عز وجل. شعارهم وطريقهم (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (112)) (التوبة). وأخيرًا: أدعو جميع قُرَّاء (إخوان أون لاين) إلى قراءة سورتي (الأنفال) و(التوبة) في هذه الأيام، وفي ظلِّ هذه الأحداث، ففيها الخير الكثير.

0 التعليقات:

إرسال تعليق