غزة محاصرة ما بين دبابات إسرائيل و بنادق حرس الحدود المصريين
فيما بدا طوقا محكما يحاصر ساكنة غزة المناضلة، ضغط و قصف جوي من الطائرات الإسرائيلية، و استعداد لهجمة برية بدأت معالمها الشرسة تتوضح بين ساعة و أخرى، و بنادق مصرية عربية على أهبة الاستعداد لتفريغ حمولتها الغادرة في صدور الفلسطينيين الراغبين في عبور معبر فرح أو بوابة صلاح الدين ، بحثا عن امن مؤقت، أو فرص علاج و تطبيب، أو احتماء من كثافة الغارات الإسرائيلية، ليتضح للعيان أن هناك اتفاق ضمني لعزل ساكنة غزة و نصب كماشة تضيق مع مرور الوقت ، تسحق آخر قبسات المقاومة لدى الشعب الفلسطيني.. في سيناريو محبوك و غادر ما بين القوات الإسرائيلية و النظام المصري المعاكس لمطامح شعبه.
و بالفعل فقد أرضت البنادق المصرية الغادرة احد الشبان الفلسطينيين بعد محاولته تجاوز الحدود الوهمية، و ذلك بعد لحيظات من نجاته من لهيب الغارات الإسرائيلية الطاحنة على المعبر، كما أشارت التقارير الصحافية الواردة من المعابر أن جموع عديدة من الفلسطينيين تدفقت على المعبر اتقاء من الغارات المكثفة التي شنتها القوات الإسرائيلية بالقرب من المكان، و أكدت نفس التقارير أن هذه الجموع عادت على عقبيها بعد مقابلتها بوابل من الرصاص المصوب من طرف الجنود المصريين في منعطف ميداني خطير يؤشر على انهيار القيم العربية و تحول في علاقة الجندي بأخيه الفلسطيني.
و من البديهي أن الجنود المصريين يتصرفون و فق الأوامر العسكرية الصادرة إليهم من طرف قيادتهم العليا، المرتبطة بالتوجهات السياسية للنظام المصري، المندمج في محور الهدنة و الاستسلام، و الشريك الأساسي في بناء الشكل الجديد للعالم و الذي تسعى كل من إسرائيل و أمريكا في وضع لبناته.
و المطمح الرئيسي لكل العرب، هو أن تتحرك الجماهير الشعبية في مصر الإباء لردع النظام المصري و تلقينه درسا في المواطنة و العزة..
شخصيا أصبت بإحباط نفسي كبير: مصر المقاومة، مصر النصرة، مصر التاريخ و العمق الاستراتيجي الجذري و النوعي تفتح النار على مواطنين فلسطينيين و تساهم في حصار غزة، يا للخسة و العار لنظامها العميل.
احمد زهير
Azouheir.blogspot.com
الأربعاء، 31 ديسمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق