الأحد، 17 مايو 2009

عذرا فلسطين .. شغلتنا دنيانا

عذرا فلسطين .. شغلتنا دنيانا..

 

الذكرى الواحدة والستون لنكبة فلسطين تمر علينا ونحن نعيش نكبات ونكبات وتخبطات وحالات من الضياع والانقسام والتشظي والفرز الطائفي والحزبي والمناطقي والتخلف والانهيار..

 

عذرا فلسطين فلقد شغلنا عنك حالة التمزق في العراق والدماء في الصومال وظلم الإنسان لأخيه الإنسان في اليمن والسودان والتسلط في مصر والسعودية وسوريا ومحاربة الدين في تونس ووسائل التعذيب الخليجية وقمع الحريات في كل مكان..

 

شغلتنا عنك أشلاء الأطفال في أفغانستان ودموع اليتامى والمهجرين في الباكستان ونواح الأرامل في تشاد وحروب الإخوة في نيجيريا و القرصنة في بحر العرب..

 

شغلتنا عنك مؤامرات حزب الله وحماس وخلاياهما الإرهابية التي لم تظهر إلا الآن!!.. وتدريب إيران لخلايا القاعدة!!.. وفتاوى علمائنا في عدم جواز الدعاء لإخوننا المخالفين لنا!!..

 

شغلتنا عنك الملاسنات في القمم العربية وجلسات المصالحات الودية بين القيادات الأبدية  ومهاترات البرامج التلفزيونية والمسلسلات التركية والعربية ..

 

شغلتنا أعداد العاطلين عن العمل والمشاريع التي تدشن لتمجيد الزعماء دون مردور حقيقي على الأمة وعلى أولئك الباحثين عن أعمال تضمن لهم حياة كريمة..

 

شغلتنا عنك حاويات المياه التي تحملها رؤوس الأطفال في تعز بحثا عن الماء وعمارات عدن الآيلة للسقوط ومسجد الصالح الذي بني بتكلفة عشر متشفيات كبرى في مدينة المساجد..

 

شغلتنا عنك مستشفيات بائسة ومدارس مكتظة وطرق خطرة وبيارات تستقبل الناس بأحضانها في موسم الأمطار..وشعارات تزيد البائس بؤسا..

 

شغلتنا عنك كهرباء بلادنا المتقطعة وأزمات الديزل والغاز والبترول وحجم رغيف الخبز وتعيين المحافظين بالانتخاب وحلم إنتاج الطاقة الكهربية بالطاقة النووية..

 

شغلتنا عنك محكمة الصحافة وحجب المواقع الوطنية والمعارضة في زمن قالوا لنا أنه زمن الديمقراطية وحرية إبداء الرأي .. زمن قالوا عنه زمن المعجزات و المنجزات..

 

شغلتنا عنك شعارات الانفصال والتمزيق وشعارات تثبيت الوحدة الدموية في التلفزيون اليمني .. شغلنا عنك السكوت عن الناهبين والتطبيل للفاسدين .. شغلنا عنك بيانات القاعدة التي تدين قتل الآمنين!!

 

شغلنا عنك افتتاح المشاريع الوهمية والإنجازات الوطنية .. شغلنا عنك تفكيرهم بالتوريث والاستحواذ وقمع الآخر وفرض الحلول الترقيعية..

 

شغلنا عنك معرفتنا أنه لولا انشغالنا عنك لما نكبت .. شغلنا عنك معرفتنا أننا نحن نكبتك ونكستك ومن نتآمر على ضياع أرضك وقتل رجالك وتجويع نسائك وأطفالك..

 

فعذرا فلسطين فلعلك وأنت في جهادك ونكبتك خير منا في ما نظنه استقلالا وحكما وطنيا.. فرجالنا ليسوا كرجالك ونساؤنا ليسوا كنسائك وأطفالنا ليسوا كأطفالك.. فلا أدري هل أواسيك أم أنتظر المواساة منك..


أحمد طه خليفة

asseraat.maktoob.com

0 التعليقات:

إرسال تعليق